ابو عوض مؤسس المنتدى والمدير العام
عدد الرسائل : 447 العمر : 71 sms : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --><form method="POST" action="--WEBBOT-SELF--"> <!--webbot bot="SaveResults" u-file="fpweb:///_private/form_results.csv" s-format="TEXT/CSV" s-label-fields="TRUE" --><fieldset style="padding: 2; width:208; height:104"> <legend><b>My SMS</b></legend> <marquee onmouseover="this.stop()" onmouseout="this.start()" direction="up" scrolldelay="2" scrollamount="1" style="text-align: center; font-family: Tahoma; " height="78">(اللهم أنصر المجاهدين في غزة)</marquee></fieldset></form><!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --> تاريخ التسجيل : 25/11/2008
| موضوع: الجزء الأول..... من ذاكرة الأيام الجمعة 26 ديسمبر 2008, 7:21 pm | |
| لأن أبيتن في ربوعك ليلة خلتها قطعة من جنة النعيم
خزاعة، هي فطرة الأرض كما عرفتها ويعرفها كل من أنعم الله عليه بالعيش في حضنها الدافئ، ويمتع عينيه بمناظرها الخلابة ويتنسم هواءها العليل ويكحل عينية برؤية أهلها كيفما كانت اتجاهاتهم وتعددت انتماءاتهم السياسية الطارئة التي لم يعرف لها من عاش فيها قبل العقد الأخير من أصل ….. أما وصف شوارع خزاعة الحالية للآسف لم يسعدني الحظ لرؤيتها منذ مايزيد عن عشرة سنوات وانما قبل هذه الفترة عرفتها الشوارع النظيفة المرصوفة يهتم بنظافتها قسم خاص في البلدية …………. انما احببت ان اقدم هذه الصورة التي اعتبرها سحر الطبيعة بكل ماتحمل الكلمة من معنى….سأحاول الرجوع بذاكرتي الى مايزيد عن أربعين عاما الى الوراء أو يزيد قليلا…. فعيشوا معي هذه الصورة… اسمحوا لي أن أقتبس قول أمير الشعراء حين تغنى بزحلة لبنان حيث قال: ياجارة الوادي طربت وعادني مايشبه الأحلام من ذكراك فعلا طربنا للموضوع الذي طرحه العضو نديم النجار وليسمح لنا بالمشاركة فيه:
خزاعة كما عرفناها أيام كانت بيوتها الطينية المتباعدة عن بعضها ولكن قلوب أهلها كانت متقاربة كل القرب ، وشوارعها الضيقة الترابية والمسيجة من الجانبين بأرصفة الصبرحيث كان المشي فيها أحب الي من كل منتزهات العالم …. وأذكر أول أيام الشتاء عندما تنزل أول حبات المطر فيحتضنها تراب أرضي فيهديني رائحة أطيب وأعذب عطر فى العالم تعجز كبرى مصانع العطور في فرنسا والعالم عن صناعة عطر مهما غلا ثمنه يضاهي أو يقارب تلك الرائحة الزكية التي تصدر من ثرى خزاعة في أول سقوط المطر… وانت تمشي في شوارعها وخاصة بعد صلاة العصر الي قبيل الغروب فهذه سيمفونية فريدة ما سمعت أجمل منها في حياتي تخيل معي ….. الوقت بعد العصر بساعة وقبل المغرب بنصف ساعة انت تمشي في احد شوارع خزاعة… اسمع معي…ذلك الفلاح العائد توه من حرث ارضه في ام الواد او ام خمسين او الشمالية …..الخ وقد وصل على صهوة حماره الى بيته فأنزل ماكان يحمل الحمار من أدوات الحرث والزراعة وما جاد الله به عليه من خيرات أرضه وبدأ يدق الوتد الذي سيربط فيه الحمار وكأني اسمع الآن هذه الدقات واحدة …اثنتان…ثلاث’….اربع ….الى اخره وتسمع لكل دقة صدى من بعيد ….صدقني أحلى ايقاع…..ويعلوا صوت الحمار بالنهيق وكأنه فرحا بعودته ….ذلك الصوت الذى افضله على اصوات الكثير من مطربين اليوم …. تخيل معي ….وانت تمشي في نفس الشارع وفي نفس الوقت تسمع اصوات الديكة وهي تصيح وكأنها تذكر الناس بقرب موعد الآدان…. وايضا وانت في نفس الشارع وفي نفس الوقت … تجول بنظرك ذات اليمين وذات الشمال ترى دخان متصاعد من جوار كل بيت تقريبا ….هذه أدخنة الافران لان النساء كان أغلبهن يقمن بالخبز في ذلك الوقت لتحضر طعام العشاء لزوجها العائد من عمله وتخيل معي رائحة الخبز الشهي المنبعثة من كل بيت وكل ماتمر على واحدة بتخبز وترد السلام بادرتك راعية البيت وهي تخبز اتفضل خدلك رغيف ياخالة…صدقوني …..منتهى الكرم وتسمع كذلك الرجل ينادي ابنه بصوت عالي تعال ياولد وربما كان الولد بعيد كيلومتر أواكتر ولكن بقدرة الله يسمع الصوت ويبادر بالحضور لوالده.. تخيل معي ذلك الفلاح الذي ذهب لحراثة ارضه مبكرا وبعد ساعتين او يزيد هاهي ابنته الصبية أو زوجته بعد ان هيأت له طعام الافطار كأشهى مايكون وقد حملته في صينية علىرأسها وتذهب به اليه لكي يتناول طعام الافطار لان الراجل صلى الفجر وذهب الى عمله على لحم بطنه كما يقولون فعندما تصل أو تكاد يتوقف الرجل عن العمل ويتوجه الى الشجرة المعدة للراحة وقد بسط له فراش فيجلس ليتناول طعام الافطار بالهنا والشفاء وتذهب امرأته أو ابنته ليتتابع العمل عنه الى اني يفرغ من تناول افطاره ويأخذ قسطا من الراحة مع كاسة الشاي …..والله حياة حلوة لايعرف حلاوتها الا اللي جربها.. تخيل معي ….. منظر النساء والصبايا وهن ماشيات في الشوارع في طريقهن الى الساقية وعلى رأس كل واحدة منهن جرة الفخار … ماشيات في جماعات مكونة من اثنتان او ثلاثة وهن يتبادلن الحديث الى ان يصلن الساقية او البيت اذا كن عائدات…. اسمع معي صوت ماكينةالساقية وهي تصدر ذلك الصوت الرتيب والذي كان يحرص احيانا اصحاب البئر على وضع علبة فارغة على ماسورة المدخنة الخاصة بالماكينة لكي يعلو صوتها فيسمعها كل من في البلد من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب…
وأذكر أيضاصوت الشيخ زاهي رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته… اللهم امين ذلك الرجل الأسطورة الذي يمتلك احلى صوت ادان في العالم فجازاه الله عنا كل خير عندما كان يقوم بتسحير الناس في رمضان بطبلته المعهودة وهو يطوف على بيوت خزاعة بيت بيت مناديا كل باسمه اصح يانايم …وحد الدايم ……اصح يابو فلان….. وأذكر ايضا المعلم الوحيد في خزاعة ابو حسين العبويني جزاه الله عن أهل خزاعة كل خير فهو الذي أدخل التعليم اليها….. واذكر ايضا شيخنا الجليل عبد الهادي قديح ( ابو احمد ) أمد الله في عمره فهو أول داعية وخطيب ومعلم الناس لامور دينهم جزاه الله خير الجزاء وجعله في موازين حسناته… فقدكان يعلمنا القرآن الكريم في المسجد …. وأذكر أغاني الفلاح في الحرث والحصاد رحم الله ابو يونس( ابراهيم ابو غفره ) واسكنه فسيح جناته كان وهو يقوم بالحراثة يغني المواويل بصوته الشجي والتي تمنيت اني كتبتها او حفضتها وذلك اثناء الحراثة وبذر الحب في الارض… ولكن للأسف لم أفعل وكذلك اثناء الحصاد والدراسة وذري المحصول كل ذلك كانت له أهازيج خاصة بكل مناسبة ليتها حفظت….. ورحم الله ابو عبد الحليم( ابراهيم الخور ) والذي كنا نتجمع حوله اثناء الحصاد وبعد تذرية المحصول لنأخذ الشرية (كمية قليلة من الشعير ) يستخرجها رحمه الله كزكاة المحصول ويوزعها على اطفال البلد الذين يحضرون الية من كل نواحي البلد فيعطي كل واحد منهم نصيبه فيذهب به الى دكان الفرك رحمه الله او دكان ابوزيد ليبيعة ببعض الحلوى … رحم الله ابو عبد الحليم هو من القلائل الذين كانوا يخرجون زكاة الزروع ……. واذكر ايضا.... اجتماع كبار السن من الرجال كل يوم بعد صلاة العشاء بجانب دار المختار ابو حسن أمد الله في عمره وهم يستمعون الى اخبار صوت العرب الساعة الثامنة مساءا ويسبقها القرآن الكريم ثم اخبار الثامنة والنصف في اذاعة القاهرة ويسبقها ايضا القران الكريم وتعليقاتهم يرحمهم الله على الاخبار .....كانوا حقا محللون سياسيون بكل مافي الكلمة من معنى.... ومن هؤلاء وقد انتقلوا الى جوار ربهم جميعا ... المغفورله عليان ابو صبح أبو علي يرحمه الله المغفور له ابراهيم ابو غفرة ابو يونس رحمه الله المغفور له عايد سليمان قديح يرحمه الله المغفور له خليل ابو روك ( الواوي) يرحمه الله رحمهم الله جميعا واسكنهم فسيح جناته وأذكر ايضا عندما كانت خزاعة لاتدخلها سيارة الا في المناسبات.... حيث اذا جاءت سيارة وكانت في البداية لاتحضر الا سيارة الصحة الموجود في اخر خزاعة يشم رائحة البنزين المنبعثة من تلك السيارة... واذكر السيارة المرسيدس الشاحنة التي كانت تأتي لتحمل البطيخ من خزاعة كانت تشتغل بالمانيول أي بدون سلف .... وأذكر ايضا عند انحباس المطر تخرج النساء ليلا في جماعات ليدعين الله والاستغاثة لنزول المطر وكان يقال( يغيطن) دعاء نسوي جماعي بصوت شجي ليتك تسمعه... واذكر ايضا : عندما يقام فرح او عرس كان يستمر من شهرين الى 3شهور يقام فيها الليالي والسامر والدبكة والدحية ويقوم اهل العريس بعمل الشاي في قدر كبير ويوزعون على الحضور وأذكر ايضا:أن بلدتنا الحبيبة كانت مليئة ببيارات البرتقال والليمون فتجدها في أي مكان وياجمال فصل الربيع ومنظر زهور البرتقال والليمون والرائحة العطرة التي تفوح منها حيث عندما كنت تسير في الشوارع كأنك تتجول في مصانع بيير كاردان للعطور بفرنسا.. ناهيك عن المنظر الرائع الذي كنت تشاهده عندما تعلوا مكان مرتفع بعض الشيئ وتنظر الى الأفق في الناحية الجنوبية والشرقية فتري المنظر الخلاب .... منظر اشجار اللوز المزهرة بزهرها الأبيض وكأن الأرض لوحة رسمها فنان بارع.. وأذكر اييضا: العدس الأخضر والبازيلاء الخضراء وكل ماتجود به الارض المعطاءة من خيرات ونعم كنا نعلم أن هذه نعمة من الله فنحمد الله عليها... وأذكر ايضا : مزارع البطيخ والشمام والهروش وعجر الشي والفقوس حيث كنت وانت تمشي في المزرعة تتسلل اليك رائحة الشمام من كل مكان ويااااه على طعم البطيخ الصبح بدري قبل ان يجف عنه الندى... وأذكر شهر رمضان في خزاعة.... والفطرة الجماعية في الشق... حيث يأتي كل رجل بفطرته او يحملها ابنه اليه ويجلسون لتناول طعام الافطار مع بعظهم ويتبادلون الأطعمة مع بعضهم البعض ثم يقومون لصلاة المغرب جماعة ثم يتابعون السهرة لوقت متأخر من الليل ....سقا الله تلك الأيام ..... وأذكر عندما كان يذهب الحجاج لآداء فريضة الحج يقمن النساء بالتحنين للحاح ويؤدين أهازيج خاصة بهذه المناسبة قبل موعد سفر الحاج بشهر أو يزيد الى أن يحين موعد سفر الحجاج فيذهب أغلب سكان الحارة معه لتوديعه مشيا على الأقدام أو على الدواب لتوصيله الى محطة القطار في خانيونس مصطحبين معهم لمبات الكاز لكي يستطيعوا السير في ضلام الليل الدامس .....
هذا قليل من كثير
انا وان تكن نجــــــد ديارنا فقلوبنا للخزاعيين بالاجمـــــال نهوى خزاعة ورافديها ومــــا على الربايع من حصى ورمـــال وارض الشماليات كانت لنا مرتعا كم اتخذناها مصلى ومقر جــدال اذا ذكرت لنا ام الواد خلتنــــا نروى بسائغ عطرها السلســال بنا وما زلنا نشاطر أهلهـــــا مـــر الأســـى وحلاوة الآمال
تحياتي......
| |
|