العائلة المنكوبة...

[b]لم يعرف إبراهيم قديح (52 عاما) أن دقائق معدودة ستنجيه بحياته من موت محقق لكنه سيعيش بقية حياته يتجرع ألم وحسرة موت زوجته وابنته جراء قصف مدفعي إسرائيلي على منزله في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.

داخل منزله المتواضع الصغير الذي لا تتعدى مساحته 90 مترا ومبني في أرض زراعية كان يجلس قديح مع أفراد أسرته يتجاذبون أطراف الحديث بينما كانت زوجته تهم لغسل ملابس أولادها التي لا يمتلكون منها الكثير تحضيرا لبداية الأسبوع الدراسي بعد عطلة الجمعة.

ويقول قديح :" خرجت إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة كعادتي في كل أسبوع وبينما أنا جالس هناك فوجئت بشخص يدخل إلى المسجد وينادي بصوت مرتفع، إن قصفا إسرائيليا استهدف منزل إبراهيم قديح".
ويضيف "خرجت مسرعا على غير ذي وعي بما يحدث حولي وبعد وصولي إلى المنزل شاهدت الجريمة البشعة وبركة من الدماء وأشلاء ممزقة في المكان".
ويتابع قديح "لم أصدق ما رأت عيناي ابنتي نضال التي كانت تحضر لحفل زفافها نهاية الشهر الجاري وزوجتي التي لم تمهلها الجريمة الإسرائيلية تحضير طعام الغذاء لأولادها وآخرين يصرخون من شدة آلام جروحهم هذه عائلتي وما هو أمامي حقيقة وليس مشهدا تلفزيونيا (...)".
وقتلت نضال قديح (19 عاما) ووالدتها أمس الجمعة وأصيب أربعة آخرون جراء إطلاق طائرة استطلاع إسرائيلية صاروخ أصاب منزلهم بشكل مباشر.
ويقول قديح "حتى اللحظة لا أستطيع تصديق ما حدث (...) اختطف الموت العروس نضال الطالبة في كلية العلوم التطبيقية والمهنية ومعدلها التعليمي جيد جدا، وزوجتي التي لم أختلف معها يوما".


ويشير قديح إلى أن أكثر ما أثار استغرابه هو أنه رغم التصعيد الإسرائيلي منذ ظهر الخميس على قطاع غزة إلا أن المنطقة التي يقطنها هادئة جدا وهي لا تشهد أي نشاط عسكري إسرائيلي ولم يتوقع أن يطالها القصف وبالذات منزله الصغير الذي يعيش فيه تسعة أفراد".

من جهته، يقول أحمد قديح (13 عاما) نجل إبراهيم الذي نجا هو الآخر من القصف الإسرائيلي ,خرجت من المسجد أصرخ وأبكي لأرى ما حل بمنزلنا وعندما وصلت صعقت من هول المشهد دماء وأشلاء مقطعة لأختي وأمي متناثرة في المكان، وحفرة كبيرة مكان القصف".


ويتساءل أحمد " ماذا فعلت أمي وأختي لإسرائيل وهل يطلقون القذائف تجاهها (...) أفقدني الإسرائيليون أعز إنسانة في الوجود وهي أمي وأختي التي تنظر إلى ملابس زفافها في كل يوم ".
ويشير إلى أن شقيقتيه نداء (18 عاما) " أصيبت بجروح بالغة جراء القصف وأنها ما زالت ترقد في غرفة العناية المركزة في المستشفى بين الحياة والموت"، وفداء (15 عاما) في الحوض والساق.


وتقول فداء "كنا في ساحة المنزل نغسل الملابس ولم نكن نقوم بأي عمل عسكري عمل عسكري ولا حتى بجانبنا أحد يقوم بذلك، وفجأة ومن دون سابق إنذار سقط الصاروخ علينا فأصبت بحالة إغماء لأجد نفسي في المستشفي وكانت صدمتي عندما استيقظت لأسمع بفاجعة والدتي وأختي نضال التي تجهز لعرسها".

وتطالب عائلة قديح "بمحاسبة إسرائيل وقادتها على الجرائم التي يرتكبونها بحق المدنيين العزل وهدم منازلهم على رؤوسهم".
وناشدت العائلة مؤسسات حقوق الإنسان العربية والدولية، إلى "الحضور لمنزلهم ومعاينة ما حدث لفضح الجرائم الإسرائيلية التي لا تفرق بين المدنيين والعسكريين".


كما طالبت بإرسال لجنة تحقيق "لكشف هذه الجريمة البشعة ومشاهدة ما قامت به إسرائيل بحق أسرة كاملة كانت في بيتها آمنة".
وإستشهد منذ ظهر أول أمس الخميس 17 فلسطينيا جراء شن إسرائيل سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي على قطاع غزة كرد على إصابة إسرائيليين اثنين بجروح جراء سقوط صاروخ أطلق من القطاع على حافلة.[/b]