ابو عوض مؤسس المنتدى والمدير العام
عدد الرسائل : 447 العمر : 71 sms : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --><form method="POST" action="--WEBBOT-SELF--"> <!--webbot bot="SaveResults" u-file="fpweb:///_private/form_results.csv" s-format="TEXT/CSV" s-label-fields="TRUE" --><fieldset style="padding: 2; width:208; height:104"> <legend><b>My SMS</b></legend> <marquee onmouseover="this.stop()" onmouseout="this.start()" direction="up" scrolldelay="2" scrollamount="1" style="text-align: center; font-family: Tahoma; " height="78">(اللهم أنصر المجاهدين في غزة)</marquee></fieldset></form><!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --> تاريخ التسجيل : 25/11/2008
| موضوع: غزية! الثلاثاء 10 أغسطس 2010, 10:55 am | |
|
غزية!
"الزمن في غـزة شيء آخر" قال محمود درويش "لا هو موت ولا هو انتحار ولكنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة"
والزمن في الضفة التوأم شيء آخر، زمن لا قمر ولا بشر، الوجوه التي يعلوها الغبار، متعبة، محبطة، مستسلمة لليلها الطويل وللبرد الذي يأتيها عبر نصفها الآخر!
الزمن في الضفة أسير لعقارب ساعة توقفت في غزة،
البشر في الضفة ضحايا لطائرات أف 16، أباتشي وطيارات بلا طيار، ضحايا لقذائف مدفعية، واجتياح بري لا يرونه، ولكنهم يشعرون به.. البشر في الضفة يشعرون ما يشعره المؤمن بالله، مؤمنون به دون ان يروه، فهم يصدقون ربع ما يسمعون ونصف ما يرون، وكل ما يشعرون به.
البشر في الضفة بحر من رعية مطيع، يأتمرون بما تريده الريح، والريح اليوم مرتبكة، تنطلق من كل مكان ولا مكان، متجهة لكل مكان ولا مكان، وبحر الرعية يتبعها ويشعر بالإنهاك، ثم اللامبالاة..
وأنا الغزية التي تحمل جزء من كل توأم لي زمني الخاص، وبوصلتي غريبة التركيب تشير لمكانين، وزمانين في ذات الوقت!
العام 2008 كان من الأعوام السيئة جدا التي مررت، لذا فنهاية من هذا العيار الثقيل- القتل الجماعي في غزة- ، نهاية طبيعية، فالغزية السجينة في مدينة رام الله منذ العام 2001، تضحك على نفسها كل عام- تماماً كما باقي البشر في هذه البلاد التعسة، تمني نفسها بعام أفضل، وبباقات ورد وعلب شيكولاتة!
في استقبال العام 2002، خرجت وأختي وبعض الأصدقاء إلى دوار المنارة، حملنا شموعنا وأضأناها لكل من مضى، ومن سيمضي بعد حين!
استقبال عام 2002 كان شخصياً جداً، فعمتي في غزة كانت قد فقدت ابنها الثاني على يد الاحتلال.. لم يكن باستطاعتي وأختي أن نكون هناك لنشاركها دموعها وصبرها، فقررنا الصمت أيضاً على ضوء شمعة!
العام 2002، لم تستجب السماء لضوء شمعتي التي أضأتها، وجاء اجتياح رام الله، بل الضفة الغربية.. انقلبت الدنيا من حولنا، ولكن في ذلك الوقت، خرجت وأختي والكثير من الأصدقاء رافضين الصمت والاكتفاء بإضاءة شمعة، رفعنا صوتنا ويافطاتنا، حملتنا أقدامنا لمواجهة دبابات الاحتلال التي تحتل أرضنا وتمنع عنا الهواء.. العام 2002، عام غريب، شحذت همتي وطاقتي أن لا للاحتلال ولا للسكون.
اليوم لا يشبه الأمس، و2008 لا يشبه 2002، فماذا تغير؟؟ قلبي الغزي هو ذات القلب، وروحي الضفية هي ذات الروح، إذن ما الذي انكسر؟ خرجت للشارع مع باقي من خرج في اليوم الأول والثاني و..، و.. في اليوم العاشر قررت عدم الخروج!
هل توقف قلبي عن النبض لغزة، هل توقفت روحي عن الألم لما يحدث في الضفة؟ ما الذي انكسر؟
نعم انهزمت في غفلة مني، انهزمت بالتدريج.. روحي الضفية المتعالية كما جبال الضفة لم تنتبه أن الإسرائيلي المحتل قد نجح في تدمير صخوري الجبلية، التعود والقبول بالواقع والتعايش مع فتات، عبر تصريح ليوم واحد، أو قبول تنسيق للجسر من أجل سفر مرة بعد رفض عشر مرات، القبول بسجن رام الله قد حطم تلك الروح التي لا تقبل أن تنحني لأحد.. هزم الاحتلال الإسرائيلي نصفي الضفي!
ونعم انهزم قلبي الغزي، هذا القلب المتدفق والمتجدد كما بحر غزة، انتبه منذ وقت إلى أن الاحتلال مرة أخرى يستنزفه، يجفف ماءه، اللوعة لرؤية الأهل والأصدقاء لم يشفها يومان زيارة قبل ثلاثة أعوام جاءت بعد ستة أعوام من الغياب، ماء قلبي جمدت مع كل محاولة فاشلة لثلاثة أعوام لإخراج والدي المسنين للعلاج، لم أنتبه كثيراً أنني كنت افقد جزء من عنفواني وطاقتي ببطء شديد.. قلبي وعمري ينفلتان من يدي كما الهواء..
أشعر بالهرم الشديد، وأشعر بالسجن يصغر ويطبق على أنفاسي، فكيف لي أن اخرج في اليوم العاشر لأتضامن مع ذاتي؟؟ السجناء لا أفق لديهم فجدران سجونهم تسد عنهم الشمس والرؤية، السجناء لا كاميرات تصورهم كي يبصقوا في وجهها! السجناء لا يفاوضون ولا يقاومون.. فقط يصمدون!
فحين يكون قلبي هدفاً مباحاً لآلات القتل الاسرائيلية، وروحي سجينة وهدفاً مؤجل لذات آلات القتل، لا يبقى لي شيء إلا فعل ما تفعل غزة كل يوم " إعلان جدارتها بالحياة"
بقلم: [size=9] فلسطينيات
[/sizeمنقول:
| |
|